الأحد، 9 أكتوبر 2011

مــــهـــام الـــمــــخرج الــرئــــيـــســيــة

مــــهـــام الـــمــــخرج الــرئــــيـــســيــة من مهمات المخرج الرئيسية تحديد الفريق المتعاون معه من ممثلين وإداريين وفنيين وتوضيح عمل كل منهم. وبعد أن يحدد فريقه من الممثلين ويحملهم مسؤوليات كمشرفين على الإضاءة، المؤثرات الصوتية، الديكور، الملابس، مساعد المخرج، مدير الخشبة أو المسرح.. .........الخ ليشعر كل منهم بالمسئولية وأن الكل يعمل من أجل الفريق الواحد ، وأن يلعب المخرج دور المشرف على عمل كل منهم بالمتابعة والتنسيق والتزويد بالتعليمات ليتفرغ هو بالكامل للتعامل مع الممثل، فالممثل هو العنصر الأهم في العرض المسرحي، وتكون طريقة المخرج في اختيار الممثل بأن يطلب من كل ممثل تأدية جمل مسرحية بمواقف متعددة ( بحزن، بقلق، خوف، هستريا، مرح.. الخ.) ويرى حينها أن كان الممثل يحتوي خامة يمكن أن تتطور ويصلح لدور محدد أم لا.. كما أن هذه الطريقة تظهر المشاعر التي تبدو مقنعة وحقيقية لدى الممثل والتي تناسب شخصية دون أخرى.. ومن ضمن أسس اختيار الممثل للدور، ملاءمة البعد الجسدي للشخصية، وبعدها تبدأ تدريبات الترابيزة لمناقشة النص والمضمون والشخصيات ووضع تصور جماعي للأداء، وتستغل هذه التدريبات أيضا في تقطيع الجمل الحوارية تقطيعا فنيا ( تكسير النص ) والوصول لنبرات صوتية مناسبة وإيقاع مناسب، والأحساس بالشخصية وأخيرا حفظ الحوار. والمخرج في هذه التدريبات يشرح للممثل أبعاد كل شخصية بالتفصيل وارتباطها بالحدث والفكرة، ويعطيه تصورا كاملا عنها، كما يجب أن يبين سياق الأحداث ويعطي الممثلين فكرة عن الزمن المتناول والشخصيات إذا كان لها مرجع تاريخي ومعلومات عن الكاتب، وكل ما يتعلق بهذا الأمر.. وبعد بدء تدريبات الحركة، على المخرج أن يتعامل بكثير من الحكمة لضبط الفريق وسير العملية، ويجب دائما أن يخفف من حدة توتر الفريق عندما يقترب موعد العرض، وأن يبدو متماسكا، ولا مانع من زجر الممثل أحيانا، وملاطفته أحيانا أخرى، فالأولى تنبهه وتجعله أكثر حرصا على التطور، والثانية تعزز ثقته بنفسه وتجعله يحتفظ بمستواه الفني ويجب أن يعمم المخرج منذ البداية مجموعة من القوانين على الممثلين كفعل إداري. مثل الالتزام بالتدريبات (البروفات) والمواعيد، عدم الغياب دون إذن أو سبب مقنع، ويجب أن يفهم- خاصة الممثلين - بأن هناك عقوبات ونظاما صارما لأي مخالفة، ومع الهواة يجب أن تكون ملاحظة المخرج واضحة وصريحة ومباشرة دون تردد، ولا بأس أن يؤدي للممثل المرتبك الطريقة التي يراها مثلى في الأداء. وعلى المخرج أن لا يألو جهدا في حث الممثلين على بذل قصارى الجهد مع مناقشتهم في تفسير النص وأسلوب الأداء باستمرار لكل مشهد ودلالته وكل إشارة ودلالاتها. و أن ينبه إلى صوت كل ممثل وإمكانياته المتعددة، ودفعه لاستخدامه بالأسلوب الأمثل، في أن يعطي كل جملة صوتها المطلوب ونبرتها ونغمتها ودرجة الارتفاع أو الانخفاض. ومع تقدم (البروفات) يذكر المخرج الممثلين بما قيل عن التصور ودوافع الأفعال عبر الأسئلة، فيسأل لماذا تدخل هنا؟. لماذا تعامل فلان بهذه الطريقة. لماذا ضحكت هنا؟. إن ذلك يخرج الممثل من عالم المملل . ولا بد أن يتنبه المخرج إلى ضرورة عدم تعزيز فكرة الممثل النجم فهي تعميق للفردية وتسبب الفوضى وعدم السيطرة وتخالف أهداف المسرح الكنسى وعليه أن يعلن للفريق دائما بأنه حسب تعبير ستانسلا فسكي- الذي وضع أول نظرية علمية في فن التمثيل (لا توجد أدوار صغيرة وإنما يوجد ممثلون صغار) فكل شخصية كبرت أم صغرت تؤدي دورا دراميا محددا لا يقل ولا يزيد أهمية عن غيره من الأدوار وما يفيد الممثل هو درجة إتقانه لدوره وليس طول الدور أو صغره .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق