مينا ملاك (( طائر الليل الحزين )) مخرج مسرحى مؤلف وكاتب سيناريو وحوار .. مصمم أستعراضات شاعر وملحن .. وكاتب قصص
الأحد، 9 أكتوبر 2011
الاخراج المسرحي
الاخراج المسرحي
إذا أردنا تعريف الإخراج المسرحي فسنقول بأنه: تحويل النص المكتوب إلى عرض نابض بالحياة، وكذلك هو قراءة ثانية أو تأليف ثان للنص المسرحي، وهو الطريقة الوحيدة التي تجعل كل عناصر العرض المسرحي المختلفة والمتعددة منظمة ومنسجمة مع بعضها البعض، لتدخل معا فى رؤية فنية وفكرية واحدة. وهذا لا يعني بأن الإخراج عملية تابعة للتأليف أو ترجمة له، بل هي عملية فنية مستقلة بذاتها، فأدوات المؤلف هي الورق والحبر والكلمات، بينما أدوات المخرج أكثر مجالا وتنوعا ومهمة في نفس الوقت، تتمثل فى الممثل (الإنسان) بالدرجة الأولى، فالديكور والإضاءة والأزياء وفنون بصرية وسمعية مختلفة، ، هو يضعها متضافرة في وحدة متكاملة قوامها إظهار ما عجزت اللغة والكلمة في طرحه، والمخرج هو الذي يبني هذه الوحدة بدقة وجمال عال. ومع ذلك فليس للمخرج الحرية المطلقة في التعامل مع هذه الأدوات والعناصر، فلأن المسرح فن مركب، مطلوب منه انتقاء القدر الكافي من كل لون من ألوان الفنون فقط، وصهره ضمن بوتقة واحدة لإبراز مضمون محدد دون زيادة أو نقصان، فإذا خرج المتفرج وبذهنه فقط أن الديكور والمناظر جميلة، هذا يعني عدم وجود انسجام بين عناصر العرض مما جعله يفصل الديكور عن بقية العناصر وهذا خلل في الوحدة العضوية للرؤية الإخراجية. فالديكور والملابس والإكسسوارات والمؤثرات الصوتية,,,,,الخ لدى المخرج ليست فنونا جميلة، ولكن أشكالها و ألوانها وموادها مرتبطة بالفكرة الموجودة في النص وبالشخصية وبالوضع النفسي والفكري، أي أنها خادمة لأفكاره وليست شىء ثانوى . وفي اللحظة التي يشعر المخرج فيها بأن الملابس (أو أي عنصر آخر) ولا دور لهافى العرض ، فالأجدر به أن يكتفي بالملابس السوداء لجميع الممثلين، ويترك لبقية العناصر العمل بحرية ودون تشويش، (فالعناصر الزائدة في الإخراج تشويش للمشاهد وثقل على مجريات العرض). ومسؤوليات المخرج المسرحي لاحدود لها ، فهي تتوزع بين إدارية تظهر فى (إدارة الفريق والعمل) وفكرية وفنية تظهر فى (صياغة الأفكار و الشكل الفني للعرض) وتقنية واعية تظهر فى (المساهمة في تصميم وتنفيذ الديكور والملابس والإضاءة). والمخرج الناجح هو الذي يسعى دائما لتطوير ثقافته الفنية والعلمية والدينية والحرف المهنية ، وخاصة في المسرح الكنسى حيث الإمكانيات المادية ضئيلة، والخبرات شبه محدودة، فأن كان المخرج ملما بهذة الخبرات فهى تكون مفيدة لفريقة خاصة فيما يختص بالنجارة والحدادة والكهرباء والخياطة................ الخ.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق